يشكل الإخصاب خارج الجسم تقنية علمية متطورة للمساعدة على الحمل من خلال اعطاء فرصة للحيوان المنوي لتلقيح البويضة خارج الجسم ضمن ظروف مخبرية تساعد في تكوين الاجنة ثم نقلها لرحم الأم. وقد أصبحت هذه التقنية واسعة الإنتشار عالمياً حيث تم ولادة نحو خمسة ملايين طفل في العالم من خلال تقنيات اطفال الانابيب منذ بداية نجاحاتها عام 1978.
برامج الإخصاب خارج الجسم ( أطفال الانابيب)
- التقنية الكلاسيكية للاخصاب
تشمل هذه التقنية تنشيط المبيض لإنتاج العدد الكافي من البويضات (أكثر من ثلاث) ثم التقاطها عن طريق المهبل بواسطة جهاز الألترا ساوند و تحت التخدير العام.
بعد ذلك يبدأ دور مختبر الإخصاب بتقييم و تحضير البويضات و فحص عينة الزوج ومعالجتها لاختيار الحيوانات المنوية الجيدة. توضع البويضات مع الحيوانات المنوية في أطباق خاصة داخل حاضنة المختبر لمدة 24-72 ساعة وهي الفترة اللازمة لحصول التلقيح وتكون الأجنة. يتم اعادة الأجنة الى رحم الأم في الغالب اليوم الثاني أو الثالث من سحب البويضات ، وفي بعض الحالات يتم ذلك بعد خمسة أيام (الزراعة المتطورة للأجنة).
دواعي إجراء التقنية الكلاسيكية
- انسداد قناتي فالوب نتيجة جراحة بطنية سابقة أو التهابات الحوض.
- مرض بطانة الرحم الهاجرة.
- ضعف متوسط في نوعية السائل المنوي .
- عدم الحمل غير المفسر.
ومن الجدير بالذكر أن نسبة التلقيح وتكون الأجنة باستخدام هذه التقنية حوالي 60 -70%، ويتم تطبيقها في ما يقارب 10% من مجموع حالات الاخصاب خارج الجسم.
يعتبر الحقن المجهري للبويضات خطوة نوعية في مجال عقم الرجال حيث حقق نجاحا" في حالات كاد الأمل يكون معدوماً فيها.
تحقق تقنية الحقن المجهري نسبة نجاح أعلى من الأسلوب الكلاسيكي حيث تصل نسبة التلقيح وتكون الأجنة إلى 90% مما أدى إلى تبني المراكز عالمياً لتقنية الحقن المجهري كوسيلة أساسية في الإخصاب المساعد.
تتلخص هذه التقنية بحقن حيوان منوي واحد داخل البويضة بواسطة ابرة مجهرية خاصة متصلة بمجهر ذي قوة تكبيرية عالية , حيث يتم اختيار حيوان منوي جيد لكل بويضة و في حال إنعدام وجوده في السائل المنوي نقوم بإجراء خطوة السحب من البربخ أو الخصية.
دواعي إجراء الحقن المجهري للبويضات
- الضعف الشديد في الحيوانات المنوية.
- إنعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي بسبب إنسداد القنوات المنوية (سواء نتيجة عيب خلقي أو مكتسب) أو نتيجة فشل وظيفي في الخصية. وهنا يتم الحقن المجهري للبويضة بالحيوان المنوي المستخلص من عينة الخصية.
- عدم حدوث أو تدني نسبة تلقيح البويضات بالأسلوب الكلاسيكي.
- عدم حصول الحمل لاسباب غير معروفة لمدة تزيد عن خمسة أعوام.
- استخلاص الحيوانات المنوية من البربخ أو الخصية
وذلك في حالات إنعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي وهي أشد صور ضعف الخصوبة عند الزوج و تشكل حوالي 20% من الحالات التي تكون اسباب العقم فيها تتعلق بالرجل.
الحصول على الحيوان المنوي بإحدى طريقتين
- سحب الحيوانات المنوية من البربخ او الخصيه. وذلك بواسطه إبره رفيعه لأغراض الحقن المجهري للبويضه . (TESA / PESA + ICSI)
وتجرى هذه الخطوة في حالات
- انسداد الحبل المنوي بسبب الالتهابات أو الجراحات في المنطقة التناسلية.
- الإنعدام الخلقي للحبل المنوي ويرتبط بعوامل لها علاقة بالوراثة والجينات.
- عدم قدرة الزوج على القذف كما في حالات الإصابة بالسكري أو الشلل.
وتصل إحتمالية الحصول على الحيوانات المنوية في هذه الحالات أكثر من 90%.
- استخلاص الحيوانات المنوية من خزعة الخصية عن طريق أخذ خزعات صغيرة ومتعددة من نسيج الخصية (TESE) و البحث فيها عن الحيامن وحقنها مجهرياً في البويضات.
وتجرى هذه الخطوة في حالات
- عدم الحصول على الحيوانات المنوية بعد إجراء الخطوة السابقة.
- العقم اللا إنسدادي نتيجة فشل في وظيفة الخصية كما في الخصية المعلقة، إلتهاب الخصية الشديد المصاحب لإلتهاب الغدة النكافية , أسباب وراثية مثل متلازمةklinefelter ،خلل في كروموسوم الذكورة (Y) أو إنعدام خلقي للخلايا المنتجة للحيوانات المنوية. وتصل إحتمالية الحصول على الحيوانات المنوية في هذه الحالات 40-60%.
- انتقاء الحيوانات المنوية المختارة شكليا (IMSI ) قبل اجراء الحقن المجهري
تتلخص هذه التقنية بالتكبير المجهري للحيوان المنوي حتى 6000 مرة لدراسة التفاصيل الدقيقة واختيار الحيوان المنوي الأفضل لحقن البويضة. و قد اثبتت الدراسات جدوى هذا الاسلوب في رفع نسب النجاح لدى فئات معينة من الازواج كما في الفشل المتكرر لانغراس الاجنة وقد بدأنا بهذه التقنية في وحدة الأمل منذ بداية 2012.
- التشخيص الوراثي السابق لإعادة الأجنة
تشير الدراسات البحثية أن 30-60% من البويضات والأجنة غير سليمين جينياً (وكثيراً ما يتعلق ذلك بعمر المرأة) .
إن هذه التقنية تساعد في إختيار الأجنة السليمة قبل إعادتها للرحم لتجنب الإجهاض و العيوب الوراثية قدر الإمكان.
ولتأكيد أو نفي أن يكون الجنين مصاباً بأحد الأمراض الوراثية,يتم سحب خلية أو أكثر من الجنين فى مراحل النمو المبكرة ( 8-10 خلايا) لاجراء الفحص الوراثي اللازم من خلال تقنية FISH أو PCR.
دواعي اجراء الدراسة الوراثية للأجنة
إذا كان الأبوان حاملين لأحد الأمراض الوراثية مثل أنيميا البحر المتوسط و الأنيميا المنجلية, يتم فحص الحامض النووى للخلايا للكشف عن الأجنة المصابة واستبعادها وإعادة الأجنة السليمة فقط للرحم.
- الفشل المتكرر لبرامج أطفال الأنابيب والاجهاض المتكرر
وذلك بسبب وجود طفرات وراثية فى الأجنة أحيانا" مما يجعلها غير قادرة على الإنغراس بالرحم لحصول الحمل أو استمراره.
وذلك لتحقيق التوازن العائلي حيث يتم إعادة الأجنة التى تحمل الجنس المرغوب فيه.
تقنيات مساعدة لإنغراس الأجنة
- ثقب جدار الجنين بالليزر -Assisted Hatching
إن عدم إنغراس الأجنة بعد إرجاعها للرحم من أكثر العوائق التي تواجهنا في برامج الإخصاب.
بالرغم من إعادة أجنة ذات نوعية جيدة. وقد أشارت الأبحاث إلى أن إجراء ثقب في جدار الجنين قبل إرجاعه إلى الرحم قد يعزز فرص إنغراس الأجنة و يتم ذلك بإستخدام تقنية الليزر في مختبرنا.
- الزراعة المتقدمة للجنين Blastocyst Culture
كما أوضحنا سابقا، بعد أن يتم التقاط البويضات من المبيض وإخصابها في المختبر ,تعاد الأجنة لرحم الأم عادة بعد يومين أو ثلاثة. وفي حالة توفر العدد الكافي (أكثر من ثلاثة) والنوعية الجيدة من الأجنة، تتم زراعتها في وسط مخبري متخصص ليوم اخر أو إثنين قبل ارجاعها للرحم لإعطاء الفرصة لإختيار الأجنة الأفضل نوعية . وهنا يتم ارجاع جنين أو إثنين على الاكثر في هذه المرحلة المتقدمة من عمر الجنين ، مما يؤدي إلى تجنب الأحمال المتعددة .
تجميد الحيوانات المنوية وتجميد الأجنة
تجميد الحيوانات المنوية: يتم في حافظات سائل النيتروجين في درجة حرارة 196C ̊_لمدة طويلة تصل إلى عدة سنوات ما دام الزواج قائما. و ينصح بتجميد السائل المنوي في حالات
- عدم قدرة الزوج على التواجد حين سحب البويضات.
- صعوبة إعطاء الزوج للعينة حين الحاجة إليها يوم سحب البويضات.
- ما قبل العلاج الكيماوي و الإشعاعي للأورام أياً كان مكان الورم، وهنا تبقى الحيوانات المنوية صالحة للإستخدام للحقن المجهري لفترة خمس سنوات وينصح بتخزين عدة أنابيب (حيث يصلح الأنبوب الواحد لمحاولة واحدة من محاولات الإخصاب).
- الإنخفاض الشديد في الحيوانات المنوية في السائل المنوي أو المستخلصة من البربخ أو الخصية.
- إستخدام نسيج الخصية للحصول على الحيوانات المنوية لبرنامج الحقن المجهري, حيث يتم تجميد هذا النسيج لأغراض محاولات لاحقة للإخصاب.
تجميد الأجنة
في كثير من الأحيان يكون لدى الزوجين عدد فائض من الأجنة بعد نقل الأجنة حيث ينصح بتجميدها. وأهمية هذه الخطوة أنها تمكن الزوجين فى حال فشل المحاولة أو الرغبة فى تكرارها بعد نجاحها من أخذ فرصة أخرى للحمل دون الحاجة للخضوع لخطوات البرنامج الروتينية, بالإضافة إلى محدودية التكلفة. وقد إرتفعت نسب نجاح الحمل من الاجنة المجمدة بشكل واضح بعد أن تم تحديث التقنية في مختبراتنا بإتباع اسلوب التجميد الزجاجي(Vitrification) والذي يتميز بقدرته الفائقة على الحفاظ على جودة الأجنة بعد تجميدها وفكها.
الإحتياطات في خطوات التجميد
- يكتب الإسم الرباعي للزوج و الزوجة على أنبوب النجميد للدقة وتفادي الخطأ- ثّم ’توضع الأنبوبة في النتيروجين السائل خلال ثوان .
- توثّق بيانات العينات توثيقا" دقيقا" ويحصل الزوجان على نسخة من الوثيقة.
- تتخذ وسائل إحترازية دقيقة في حفظ العينات و الاجنة داخل المختبر بحيث يستحيل الخلط بينها.
الخطوات الرئيسية في برامج اطفال الأنابيب
وهي خطوة اساسية تسبق أي تقنية لاخصاب البويضات داخل المختبر. تعطى خلالها الزوجة حقن هرمونية لتحفيز الاباضة و لمدة 2- 3 أسابيع تقريبا. تتم مراقبة استجابة المبيض لهذه الحقن باجراء فحوصات دورية بالسونار المهبلي و فحوصات مخبرية لهرمونات الاباضة(Estradiol , Progesterone) وحين جاهزية البويضات (18-20ملم) تعطى حقنة HCG) ) لتحفيز نضوج البويضات وإنطلاقها من جريباتها,و يتم سحب البويضات 34-36 ساعة بعد اعطاء هذه الحقنة. ان هدف تحريض الاباضة هو الحصول على عدد جيد( أكثر من ثلاث) ونوعية جيدة من البويضات و الأجنة لاعطاء الفرصة لإعادة 2-3 أجنة الى الرحم مع امكانية تجميد ما يتبقى من الأجنة للاستفادة منها لاحقاً.
يتم إلتقاط البويضات دون إجراء جراحي بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية تحت التخدير العام وتستغرق العملية 10-20 دقيقة, و نشير هنا أن ليس بالضرورة أن يحتوي كل جريب على بويضة حيث 80%منها يحتوي على بويضات, ’ترسل السوائل التي تّم سحبها إلى المختبر للتأكد من وجود البويضات وبالنسبة للا̃ثار الجانبية لعملية سحب البويضات فهي عادة" لا تتجاوز ألم بسيط أسفل البطن ونزف خفيف.
بالتزامن مع سحب البويضات نطلب عينة السائل المنوي من الزوج في نفس اليوم وبعد معالجة السائل المنوي يتم إستخلاص النوعية الجيدة ومن ثم يقوم فريق الإخصاب بإجراء تقنية الإخصاب المحددة للزوجين (الكلاسيكي أو المجهري)ومتابعة حصول التلقيح وإنقسام الأجنة.
بعد يومين من سحب البويضات يكون إنقسام الجنين( 2-4خلايا) و في اليوم الثالث ( 6 - 8 خلايا) ويصل الجنين مرحلة العلقة( أكثر من 100خلية)بعد خمسة أيام في حاضنة المختبر.
تتم هذه الخطوة بعد يومين إلى خمسة أيام من سحب البويضات و إجراء تقنية الإخصاب وفي حال حصول الحمل يكون إنغراس الأجنة بعد4-7 أيام من نقلها الى الرحم .
هذه الخطوة غير مؤلمة, وليست بحاجة لتخدير حيث لايوجد فيها أي تداخلات جراحية وتتم عن طريق إدخال أنبوب خاص(قسطرة) إلى الرحم لحقنها في تجويف الرحم.
في بعض الحالات مثل(تضيق قناة المهبل,عوامل تتعلق بالرحم والفشل المتكرر لبرامج الإخصاب) يتم إستخدام جهاز الالترا ساوند أثناء عملية إرجاع الأجنة لتأكيد دقة الخطوة.
بعد إجراء العملية ’يمكن العودة إلى الحياة الطبيعية و’يسمح بالسفر في اليوم التالي لسحب البويضات.
وبالنسبة لعدد الأجنة التي يفضل إعادتها للرحم فهذا قرار على قدر كبير من الأهمية يرتبط بعدد من العوامل( عمر الزوجة,سبب وفترة عدم الحمل و الفشل السابق المتكرر لإنغراس الأجنة) . وبشكل عام يفضل تحديد الأجنة المنقولة لتجنب الحمل المتعدد وما يصاحبها من مشاكل للمولود والأم حيث يتم في الغالب إعادة اثنين من الأجنة حين توفر العوامل الجيدة لحصول الحمل .
- مساعدة ثبوت الأجنة في الرحم
تعطى الزوجة اليوم التالي لسحب البويضات هرمونProgesterone (أقراص أو تحاميل مهبلية)لتعزيز إنغراس الأجنة في بطانة الرحم .وفي حالة حصول الحمل ينصح الإستمرار لحين بلوغ الحمل عشرة اسابيع.